![]() |
#1 |
مالك الموقع
تاريخ التسجيل: May 2014
المشاركات: 6,604
|
![]() (2)هو أيوب بن موص بن رازخ بن روم بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل. وقال غيره: هو أيوب بن موص بن رغويل بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم،وقيل غير ذلك في نسبه.وقيل كان أبوه ممن آمن بإبراهيم عليه السلام يوم ألقي في النار فلم تحرقه والمشهور الأول لأنه من ذرية إبراهيم كما قررنا عند قوله تعالى؟وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ؟ (3)كان أيوب عليه السلام عبداً صالحاً،امتحنه الله بالغنى،فبسط له الرزق الكثير،ورزقه أهلاً، وبنين،فكان من الشاكرين. وقد ذكر المؤرخون أنه كان أميراً غنياً، محسناً،ثم امتحنه الله بالمصائب،ففقد المال،والأهل،والولد،ونشبت به الأمراض المضنية المضجرة،فكان من الصابرين؟ (4)قال المفسرون إن أيوب كان رجلا كثير المال من سائر أنواعه، من الأنعام والعبيد والمواشي والأراضي الواسعة،وكانت عائلته كبيرة وله أولاد كثيرون، حتى سلب منه كل ذلك في لحظة، وابتلي في جسده شتى أنواع البلاء، حتى لم يصبح في جسده عضوا سليما سوى قلبه ولسانه حتى يذكر الله تعالى بهما،وقد صبر أيوب على هذا الابتلاء وهو شاكرا حامدا؟ (5)قصّة أيّوب عليه السلام يُعَدّ أيّوب عليه السلام نبيّاً من نسل الأنبياء؛قال -تعالى(وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ غڑ كُلًّا هَدَيْنَا.وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ.وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ. وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)فهو على المشهور.من ذُرّية إبراهيم عليه السلام.إذ استدلّ العلماء على ذلك من أنّ الضمير في الآية عائد على نبيّ الله إبراهيم،وليس على نوح -عليه السلام.وكانت بعثته عليه السلام.بين موسى،ويوسف عليهما السلام.وصَبرُ أيّوب عليه السلام. الذي اتّصف به على البلاء جعلَ منه قدوةً ومثالاً للصابرين،وليس في ذلك غرابة؛ فأنبياء الله تعالى.ورُسله هم أشدّ الناس بلاءً؛إذ بيّنَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذلك في الحديث الذي رواه سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنّه قال(قلتُ يا رسولَ اللهِ أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً قالَ الأَنبياءُ ثمَّ الأَمثلُ فالأَمثلُ)كما أنّهم أكثر الناس صبراً،وثباتاً في الابتلاءات،والوقوف في وجهها، ومعرفةً لحقيقة أنّها نِعمَة من نِعَم الله؛لأنّها سببٌ لرَفع درجاتهم عند الله تعالى.الثابت في قصة أيوب عليه السلام ذُكرت قصة أيوب عليه السلام في سورتي (ص) و(الأنبياء) في القرآن الكريم، ففي سورة (ص) قال الله تعالى(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ.ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ.وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ.وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)فقد دعا أيوب عليه السلام وتضرّع إلى الله بالشّفاء ممّا أصابه من المرض والمعاناة والسَّقم، فأرشده الله سبحانه.فقال(ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ)فشرِب واغتسل من نبع الماء، وذهب عنه المرض بإذن الله، وأنعم الله عليه بأن جمع شمل بأهله معه بعد أن تفرّقوا عنه،وكان أيوب عليه السّلام قد أقسم أن يضرب زوجته،فقال الله سبحانه(وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ)أي أن يأخذ حزمة عيدان ويضرب بها كي يكفّر عن يمينه ولا يحنث، وهي رخصةٌ جعلها الله تعالى لنبيّه أيوب عليه السلام.وأثنى الله سبحانه في آخر هذه الآيات على عبده أيوب عليه السلام لعِظم صبره، أما ذكر قصّته في سورة الأنبياء؛ فقد قال تعالى(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)،والضُّر يعني المرض، أمّا الضَّر بالفتح فهو أشمل، حيث يكون بما يصيب الأهل والنّفس والمال وغير ذلك، وقد استجاب له الله.تعالى.اماماورد في القرآن الكريم عن قصّة أيوب عليه السلام.لا غرابة فيه، ولا يخرج عن المألوف، لكنّ المخالفة لدلالة القرآن الكريم، وقد ردّ عليها العديد من العلماء.المختلف فيه من قصة أيوب عليه السلام وقف المعاصرون من المختصّين والباحثين في قصص الأنبياء والمرويّات الإسرائيليّة على ما ورد بشأن قصة أيوب عليه السلام، وتناولوا تلك الروايات بالبحث والتمحيص؛ فيرى الشيخ محمد أبو شهبة أنّ ما وقع به المفسّرون القدامى من سردٍ للروايات الإسرائيلية التي تنافي عصمة الأنبياء لا يصحّ ولا يُقبل، إلا ما جاء تحذيراً منها ونقداً لها، ولا يُخفي استغرابه من ذِكر الإمام ابن كثير لبعض هذه الروايات دون تعقيبٍ أو نقدٍ، خاصّة أنّ منهج الإمام ابن كثير في هذا الأمر يقوم على نقد هذه الروايات وبيان بطلانها.ومن الروايات التي كانت مدار اختلافٍ في حكم أهل العلم على صحّتها وقبولها ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال(إنَّ نبيَّ اللهِ أيوبَ لبِث به بلاؤه ثماني عشرةَ سنةً؛ فرفضَه القريبُ والبعيدُ إلا رجلَينِ من إخوانِه كانا من أَخَصِّ إخوانِه، كانا يغدُوانِ إليه ويروحانِ،فقال أحدُهما لصاحبِه: تعلمْ واللهِ لقد أذنبَ أيوبُ ذنبًا ما أذنبَه أحدٌ من العالمين، فقال له صاحبُه:وما ذاك؟ قال:منذُ ثماني عشرةَ سنةً لم يَرْحمْه اللهُ فيكشفُ ما به، فلما راحا إليه لم يَصبِرِ الرجلُ حتى ذكر ذلك له، فقال أيوبٌ عليه السلامُ:لا أدري ما تقولُ غير أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يعلمُ أني كنتُ أَمُرُّ على الرجلَينِ يتنازعانِ؛ فيذكرانِ اللهَ فأَرجِعُ إلى بيتي فأُكَفِّرُ عنهما كراهةَ أن يذكرا اللهَ إلا في حقٍّ، قال:وكان يخرج في حاجتِه فإذا قضاها أمسكَت امرأتُه بيدِه حتى يبلغَ،فلما كان ذاتَ يومٍ أبطأَتْ عليه فأُوحِيَ إلى أيوبَ في مكانه: أَنِ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ)
__________________
لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين |
![]() |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء : 0 , والزوار : 1 ) | |
|
|