إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-2015, 05:30 PM   #1
اللحالي
مالك الموقع
 
الصورة الرمزية اللحالي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
المشاركات: 6,506

اوسمتي

افتراضي تفسير سورة الشّرح لابن سعدي

تفسير سورة ألم نشرح ‏[‏لك
صدرك‏]‏
وهي مكية
‏[‏1 ـ 8‏]‏ ‏‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {‏أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب‏}‏
يقول تعالى ـ ممتنًا على رسوله ـ ‏:‏ ‏{‏أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ‏}‏ أي‏:‏ نوسعه لشرائع الدين والدعوة إلى الله، والاتصاف بمكارم الأخلاق، والإقبال على الآخرة، وتسهيل الخيرات فلم يكن ضيقًا حرجًا، لا يكاد ينقاد لخير، ولا تكاد تجده منبسطًا‏.‏
‏{‏وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ‏}‏ أي‏:‏ ذنبك، ‏{‏الَّذِي أَنْقَضَ‏}‏ أي‏:‏ أثقل ‏{‏ظَهْرَكَ‏}‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ‏}‏ ‏.‏
‏{‏وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ‏}‏ أي‏:‏ أعلينا قدرك، وجعلنا لك الثناء الحسن العالي، الذي لم يصل إليه أحد من الخلق، فلا يذكر الله إلا ذكر معه رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما في الدخول في الإسلام، وفي الأذان، والإقامة، والخطب، وغير ذلك من الأمور التي أعلى الله بها ذكر رسوله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏
وله في قلوب أمته من المحبة والإجلال والتعظيم ما ليس لأحد غيره، بعد الله تعالى، فجزاه الله عن أمته أفضل ما جزى نبيًا عن أمته‏.‏
وقوله‏:‏ ‏{‏فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا‏}‏ بشارة عظيمة، أنه كلما وجد عسر وصعوبة، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه، حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر، فأخرجه كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا‏}‏ وكما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا‏)‏ ‏.‏
وتعريف ‏"‏العسر‏"‏ في الآيتين، يدل على أنه واحد، وتنكير ‏"‏اليسر‏"‏ يدل على تكراره، فلن يغلب عسر يسرين‏.‏
وفي تعريفه بالألف واللام، الدالة على الاستغراق والعموم يدل على أن كل عسر ـ وإن بلغ من الصعوبة ما بلغ ـ فإنه في آخره التيسير ملازم له‏.‏
ثم أمر الله رسوله أصلًا، والمؤمنين تبعًا، بشكره والقيام بواجب نعمه، فقال‏:‏ ‏{‏فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَب‏}‏ أي‏:‏ إذا تفرغت من أشغالك، ولم يبق في قلبك ما يعوقه، فاجتهد في العبادة والدعاء‏.‏
‏{‏وَإِلَى رَبِّكَ‏}‏ وحده ‏{‏فَارْغَب‏}‏ أي‏:‏ أعظم الرغبة في إجابة دعائك وقبول عباداتك ‏.‏
ولا تكن ممن إذا فرغوا وتفرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربهم وعن ذكره، فتكون من الخاسرين‏.‏
وقد قيل‏:‏ إن معنى قوله‏:‏ فإذا فرغت من الصلاة وأكملتها، فانصب في الدعاء، وإلى ربك فارغب في سؤال مطالبك‏.‏
واستدل من قال بهذا القول، على مشروعية الدعاء والذكر عقب الصلوات المكتوبات، والله أعلم بذلك تمت ولله الحمد‏.‏
__________________


لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين
اللحالي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-2016, 08:26 AM   #2
اصايل
إدارة عامّة
 
الصورة الرمزية اصايل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 5,325

اوسمتي

افتراضي

__________________


اصايل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-2016, 12:06 AM   #3
اللحالي
مالك الموقع
 
الصورة الرمزية اللحالي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
المشاركات: 6,506

اوسمتي

افتراضي

الله يجعل لك بالمثل يالأميره

الله ياجرنا وياك ويجزاء شيخنا

الجنّه واخوانه المؤمنين

اللهم صلي على محمد كما صليت على ابراهيم
__________________


لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين
اللحالي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء : 0 , والزوار : 1 )
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير سورة ق لابن سعدي اللحالي القرآن الكريم وتفسيره 0 06-01-2015 03:44 PM
تفسير سورة ص لابن سعدي اللحالي القرآن الكريم وتفسيره 0 06-01-2015 03:27 PM
تفسير سورة يس لابن سعدي اللحالي القرآن الكريم وتفسيره 0 06-01-2015 03:26 PM
تفسير سورة طه لابن سعدي اللحالي القرآن الكريم وتفسيره 0 06-01-2015 03:07 PM
تفسير سورة هود لابن سعدي اللحالي القرآن الكريم وتفسيره 0 06-01-2015 02:56 PM


الساعة الآن 02:37 PM