11-28-2014, 05:13 AM | #1 |
إدارة عامّة
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 5,325
|
الفوائد الطيبه للطيبين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من الآداب الطيبة : إذا حدثك المحدث بأمر ديني ، أو دنيوي - ألا تنازعه الحديث إذا كنت تعرفه ، بل تصغي إليه إصغاء من لم يعرفه ، ولم يمر عليه ، وتريه أنك استفدته منه ، كما كان ألباء الرجال يفعلونه . وفيـه من الفوائد تنشيط المحدث ، وإدخال السرور عليـــه ، وسلامتك من العجب بنفسك ، وسلامتك من سوء الأدب ، فإن منازعة المحدث حديثه من سوء الأدب . ومـــن الآداب : أن تشكر من صنع إليك معروفا ، قوليًّا ، أو فعليًّا ، أو ماليًّا ، ولو يسيراً ، وتبدي له الشكر . وبهذا أمر الله ورسوله ، وعلى هذا اتفق العقلاء . ومن الآداب الطيبة: الكلام مع كل أحد بما يليق بحاله ومقامه، مــع العلـمــاء : بالتعلم والاستفادة والاحترام ، ومـــع الملوك والرؤساء: بالاحترام والكلام اللطيف اللين المناسب لمقامهم، ومع الإخوان والنظراء : بالكلام الطيب ، ومطارحة الأحاديث الدينية والدنيوية ، والانبساط الباسط للقلوب ، المزيل للوحشة ، المزين للمجالس . ويحسن المزح أحيـاناً إذا كـــان صدقًا ، ويحصــل فيــه هـــذه المقاصد ، مع المستفيدين من الطلبة ونحـــوهـــم : بالإفادة ، ومـع الصغار والسفهاء : بالحكايات والمقالات اللائقة بهم ، ممـــا يبسطهم ويؤنسهم ، ومــع الأهـــــل والعيال : بالتعليم للمصالح الدينية والدنيوية ، والتربية البيتية ، وتوجيههم للأعمال التي تنفعهم ، مع المباسطة والمفاكهة ، فإنهم أحق الناس ببرك . ومن أعظم البر : حسن المعاشرة . ومع الفقراء والمساكين بالتواضع ، وخفض الجناح ، وعدم الترفع والتكبر عليهم . فكم حصل بهذا من خيرات وبركات ! وكم حصل بضده من شر ، وفوات خير ! ومــــع من تعرف منه البغض والعداوة والحسد : بالمجاملة وعدم الخشونة . وإن أمكنك الوصول إلى أعلى الدرجات ، وهي قوله تعالى : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِــيَ أَحْسَنُ فَـــإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فصلت34 . فما أكمله من مقام ، لا يوفق له إلا ذو حظ عظيم ! واحذر غاية الحذر : من احتقار من تجالسه من جميع طبقات الناس ، وازدرائه ، والاستهزاء به : قولاً أو فعلاً ، تصريحاً أو تعريضاً ، فإن فيه ثلاثة محاذير : أحدها : التحريم العظيم والإثم على فاعل ذلك . الثاني : دلالته على حمق صاحبه ، وسفاهة عقله ، وجهله . الثالث : أنه باب من أبواب إثارة الشر والضرر على نفسه . إياك أن تتصدى في مجالسك مع الناس للترؤس عليهم، وأنت لست برئيس ، وأن تكون ثرثاراً متصوراً لكل كلام ، وربمــا من جهلك وحمقك ملكت المجلس على الجلوس ، وصرت أنت الخطيب والمتكلم دون غيرك . وإنما الآداب الشرعية والعرفية : مطارحة الأحاديث . وكل من الحاضرين يكون له نصيب من ذلك . اللهم إلا الصغار مع الكبار، فعليهم لزوم الأدب، وألا يتكلموا إلا جواباً لغيرهم . متى أخبرك صاحبك، أو غيـره أنه أوقع تصرفاً ، أو عقداً ، أو عملاً من الأعمال، وكان قد مضى وتم ، فينبغي أن تبارك له، وتدعو له بالخير والبركة، وتصوبه له إذا كان باعتقادك صواباً فإن هذا يؤنسه ويشرح صدره . وإياك في هذه الحال أن تخطئه، فتحدث له الحسرة والندامة، وقد فات الاستدراك، إلا إذا كان غرضك تعليمه ، ونصيحته النافعة للمستقبل . وأمــا إذا أخبــــرك بشــيء مما سبق ، وهو كالمستشير لك ، ولم يتم الأمر ، فعليك في هذه الحال أن تبدي له ما عندك من الرأي ، وتمحض له النصيحة، ففرق بين ما أمكن استدراكه وتلافيه وبين ما ليس كذلك ، والله أعلم . من الآداب الشرعية الوفية الطيبة : تنظيف الجسد، والثياب، والأواني المستعملة ، والفرش ، والمجالس ، عن الأوساخ كلها ، وما يقبح مرآه . ينبغي تخير الأصحاب : أهل الدين والعقل والأدب والمروءة ، ثم الأمثل فالأمثل ، فالمرء على دين خليله وعقله وأدبه ، فلينظر من يخالل . وعلــى العاقل أن يرمق أحوال الناس ؛ فما رآه منتقداً عندهم من العادات والأخلاق والكلام والأفعال ؛ تركه ، إن لم يخالف عرفهم الأمور الشرعية ، وما رآه محمودا من هذه الأشياء؛ فعله . وحينئذ ينتفع بمخالطة الناس ، وتعــرف مـــا يحمدونه مــن العوائد وما يذمونه . وكل هذا بشرط ألا يكون في الفعل، أو الترك محذور شرعي، فإن كان محذور شرعي ، تعين تقديم الأمر الشرعي على كل عادة وعرف . وقد علمنا بالتتبع والاستقراء : أن كل عرف خالف الشرع فإنه ناقص مختل ، وهذه قاعدة مطردة لا تنتقض . مــن الغلـط الفــاحش الخطــــر : قبول قول الناس بعضهم في بعض ، ثم يبني عليه السامع حبًّا وبغضًا ، ومدحًا وذمًّا ! فكم حصل بهذا الغلط أمور صار عاقبتها الندامة ! وكم أشاع الناس أموراً لا حقائق لها بالكلية ، أو لها بعض الحقيقة ، فنميت بالكذب والزور ! وخصوصاً من عرفوا بعدم المبالاة بالنقل ، أو عرف منهم الهوى . فالواجب على العاقل التثبت ، والتحرز ، وعدم التسرع . وبهذا يعرف دين العبد، ورزانته ، وعقله . إيـــاك والإصغاء إلى قول النمام فتصدقه . ثـم إيــاك أن تبني على كلامه ما يضرك . ثم إياك أن تبدي له ما لا تحب اطلاع أحد عليه . فإن فعلت فلا تلومن إلا نفسك ، وابتعد غاية البعد عنه مهما أمكنك ، فإن كان لابد منه - ولن يسلم أحد من هذا - فاسمع منه ، غير واثق بكلامه ، ولا مؤسس عليه . ولا تعطه مــن الكــلام إلا الـــذي توطن نفسك على إشاعته وظهوره واخزن من هذا النوع ما تخشى مغبته ، وتخشى أن يزاد فيه وينقص . كن حافظاً للسر، ومعروفاً عند الناس بحفظه، فإنهم إذا عرفوا منك هذه الحال ، أفضوا إليك بأسرارهم ، وعذروك إذا طويت عنهم سر غيرك الذي هم عليه مشفقون ، وخصوصاً إذا كان لك اتصال بكل واحد من المتعادين ، فإن الوسائل لاستخراج ما عندك تكثر وتتعدد من كل من الطرفين . فإياك إياك : أن يظفر أحد منهم بشيء من ذلك تصريحاً ، أو تعريضاً ، واعلم أن للناس في استخراج ما عند الإنسان طرقاً دقيقة ، ومسالك خفية . فاجعل كل احتمال - وإن بعد - على بالك ، ولا تؤت من جهة من جهاتك ، فإن هذا من الحزم . واجزم بأنك لا تندم على الكتمان ، وإنما الضرر والندم فــــي العجلة والتسرع والوثوق بالناس ثقة تحملك على ما يضر . والأصل والميزان في هذا وغيره قوله صلى الله عليه وسـلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيراً أو ليصمت" متفق عليه . العاقل من اغتنم الفرص ، فإنها تمر مر السحاب ، كمــا قال صلى الله عليه وسلم " اغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وفراغك قبل شغلك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وحياتك قبل موتك " (1) النظر إلى العواقب معونة عظيمة في سهولة الأعمال النافعة، وفي الاحتراز مما يخاف ضرره . فإن العواقب الطيبة يسهل على العبد كل طريق يوصل إليها ، وإن كان شاقًّا ، لما يرجو من الثمرة . مــن بــذل المجهود في السعي في الأمور النافعة ، واستعان بالمعبود عليها ، وأتاها من أبوابها ومسالكها ؛ أدرك المقصود . فإن لم يدركه كله أدرك بعضه ، وإن لم يدرك منه شيئًا لم يلم نفسه ، ولم يذهب عمله سدى وخصوصًا إذا ثابر على العمل، ولم يتضجر . وقل من جد في أمر تطلبه :: واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر . كتاب الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة فـي العقائد والفنون المتنوعة الفاخرة ( ص 231 ) للشيخ عبدالرحمن السعدي ... (1) أخرجه الحاكم (4/ 341) ، والبيهقي في شعب الإيمان (7 / 263) ، من حديث ابن عباس ،وصححه الألباني في صحيح الجامع (1077) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء : 0 , والزوار : 1 ) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الفوائد العديدة لزيت الخروع | بنت مثقفة | المواضيع العامة | 2 | 10-04-2016 08:25 PM |
صيد الفوائد | اصايل | الخيمه الرمضانية | 2 | 06-09-2016 01:19 AM |
الكلمة الطيبه ~ | اصايل | المواضيع العامة | 2 | 12-24-2015 08:26 PM |
من أعظم الفوائد لكثرة الصلاة على النبي ﷺ | جميل2006 | هدي الحبيب | 9 | 09-18-2015 04:40 PM |