إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-2015, 06:37 PM   #1
اللحالي
مالك الموقع
 
الصورة الرمزية اللحالي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
المشاركات: 6,563

اوسمتي

افتراضي تفسير سورة العاديات لابن سعدي

تفسير سورة العاديات
وهي مكية
‏[‏1 ـ 11‏]‏ ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ‏{‏وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا * إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ‏}‏
أقسم الله تبارك وتعالى بالخيل، لما فيها من آيات الله الباهرة، ونعمه الظاهرة، ما هو معلوم للخلق‏.‏
وأقسم ‏[‏تعالى‏]‏ بها في الحال التي لا يشاركها ‏[‏فيه‏]‏ غيرها من أنواع الحيوانات، فقال‏:‏ ‏{‏وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا‏}‏ أي‏:‏ العاديات عدوًا بليغًا قويًا، يصدر عنه الضبح، وهو صوت نفسها في صدرها، عند اشتداد العدو‏.‏
‏{‏فَالْمُورِيَاتِ‏}‏ بحوافرهن ما يطأن عليه من الأحجار ‏{‏قَدْحًا‏}‏ أي‏:‏ تقدح النار من صلابة حوافرهن ‏[‏وقوتهن‏]‏ إذا عدون، ‏{‏فَالْمُغِيرَاتِ‏}‏ على الأعداء ‏{‏صُبْحًا‏}‏ وهذا أمر أغلبي، أن الغارة تكون صباحًا، ‏{‏فَأَثَرْنَ بِهِ‏}‏ أي‏:‏ بعدوهن وغارتهن ‏{‏نَقْعًا‏}‏ أي‏:‏ غبارًا، ‏{‏فَوَسَطْنَ بِهِ‏}‏ أي‏:‏ براكبهن ‏{‏جَمْعًا‏}‏ أي‏:‏ توسطن به جموع الأعداء، الذين أغار عليهم‏.‏
والمقسم عليه، قوله‏:‏ ‏{‏إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ‏}‏ أي‏:‏ لمنوع للخير الذي عليه لربه‏.‏
فطبيعة ‏[‏الإنسان‏]‏ وجبلته، أن نفسه لا تسمح بما عليه من الحقوق، فتؤديها كاملة موفرة، بل طبيعتها الكسل والمنع لما عليه من الحقوق المالية والبدنية، إلا من هداه الله وخرج عن هذا الوصف إلى وصف السماح بأداء الحقوق، ‏{‏وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ‏}‏ أي‏:‏ إن الإنسان على ما يعرف من نفسه من المنع والكند لشاهد بذلك، لا يجحده ولا ينكره، لأن ذلك أمر بين واضح‏.‏ ويحتمل أن الضمير عائد إلى الله تعالى أي‏:‏ إن العبد لربه لكنود، والله شهيد على ذلك، ففيه الوعيد، والتهديد الشديد، لمن هو لربه كنود، بأن الله عليه شهيد‏.‏
‏{‏وَإِنَّهُ‏}‏ أي‏:‏ الإنسان ‏{‏لِحُبِّ الْخَيْرِ‏}‏ أي‏:‏ المال ‏{‏لَشَدِيدُ‏}‏ أي‏:‏ كثير الحب للمال‏.‏
وحبه لذلك، هو الذي أوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه، قدم شهوة نفسه على حق ربه، وكل هذا لأنه قصر نظره على هذه الدار، وغفل عن الآخرة، ولهذا قال حاثًا له على خوف يوم الوعيد‏:‏
‏{‏أَفَلَا يَعْلَمُ‏}‏ أي‏:‏ هلا يعلم هذا المغتر ‏{‏إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ‏}‏ أي‏:‏ أخرج الله الأموات من قبورهم، لحشرهم ونشورهم‏.‏
‏{‏وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ‏}‏ أي‏:‏ ظهر وبان ‏[‏ما فيها و‏]‏ ما استتر في الصدور من كمائن الخير والشر، فصار السر علانية، والباطن ظاهرًا، وبان على وجوه الخلق نتيجة أعمالهم‏.‏
‏{‏إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ‏}‏ أي مطلع على أعمالهم الظاهرة والباطنة، الخفية والجلية، ومجازيهم عليها‏.‏ وخص خبره بذلك اليوم، مع أنه خبير بهم في كل وقت، لأن المراد بذلك، الجزاء بالأعمال الناشئ عن علم الله واطلاعه‏.‏
__________________


لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين
اللحالي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-2016, 01:30 PM   #2
اصايل
إدارة عامّة
 
الصورة الرمزية اصايل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 5,325

اوسمتي

افتراضي

__________________


اصايل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-2016, 04:24 PM   #3
اللحالي
مالك الموقع
 
الصورة الرمزية اللحالي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
المشاركات: 6,563

اوسمتي

افتراضي

الله يبارك فيك يابنتي الأميره

اصايل حرب

جزاك الله خير والله يسترك

ويحميك من كل مكروه
__________________


لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين
اللحالي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء : 0 , والزوار : 1 )
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير سورة ق لابن سعدي اللحالي القرآن الكريم وتفسيره 0 06-01-2015 04:44 PM
تفسير سورة ص لابن سعدي اللحالي القرآن الكريم وتفسيره 0 06-01-2015 04:27 PM
تفسير سورة يس لابن سعدي اللحالي القرآن الكريم وتفسيره 0 06-01-2015 04:26 PM
تفسير سورة طه لابن سعدي اللحالي القرآن الكريم وتفسيره 0 06-01-2015 04:07 PM
تفسير سورة هود لابن سعدي اللحالي القرآن الكريم وتفسيره 0 06-01-2015 03:56 PM


الساعة الآن 08:15 AM