|
11-14-2014, 12:30 AM | #1 |
مالك الموقع
تاريخ التسجيل: May 2014
المشاركات: 6,563
|
عديّ بن حاتم الطّائي
عدي بن حاتم الطائي
(انت امنت اذ كفروا ، و عرفت اذ أنكروا ، و وفيت اذ غدروا ، و أقبلت اذ أدبروا ) عمر بن الخطاب. في السنة التاسعة للهجرة دان للاسلام ملك من ملومك العرب بعد نفور ، ولان للايمان بعد اعراض وصد ، و أعطي الطاعة للرسول عليه الصلاة و السلام بعد اباء . ذلكم هو عدي بن حاتم الطائي الذي يضرب المثل بجود ابيه . * * * ورث عدي الرئاسة عن أبيه فملكته ( طيئ ) عليها ، و فرضت له الربع في غنائمها ، و أسلمت اليه القياد . و لما صدع الرسول الكريم صلي الله عليه و سلم بدعوة الهدي و الحق ، و دانت له العرب حيا بعد حي ، رأي عدي في دعوة النبي صلي الله عليه و سلم زعامة توشك أن تقضي علي زعامته ، فعادي الرسول صلي الله عليه و سلم اشد العداوة – و هو لا يعرفه – و ابغضه أعظم البغض قبل أن يراه . و ظل علي عداوته للاسلام قريبا من عشرين عاما حتي شرح الله صدره لدعوة الهدي و الحق . * * * و لاسلام عدي بن حاتم قصة لا تنسي .....فلنترك للرجل نفسه للحديث عن قصته ، فهو بها أولي ، و بروايتها أجدر . قال عدي : ما من رجل من العرب كان اشد مني كراهة لرسول الله صلي الله عليه و سلم حين سمعت به ، فقد كنت امرأ شريفا و كنت نصرانيا ، و كنت أسير في قومي بالمرباع فآخذ الربع من غنائمهم كما كان بفعل غيري من ملوك العرب . فلما سمعت برسول الله صلي الله عليه و سلم كرهته . و لما عظم أمره و اشتدت شوكته ، و جعلت جيوشه تشرق و تغرب في ارض العرب ، قلت لغلام لي يرعي ابلي : لا أبا لك ، اعدد لي من ابلي نوقا سمانا سهلة القياد و اربطها قريبا مني ، فان سمعت بجيش لمحمد او بسرية من سراياه قد وطئت هذه البلاد فأعلمني ..... و في ذات غداة اقبل علي غلامي و قال : يا مولاي ما كنت تنوي أن تصنعه اذا وطئت أرضك خيل محمد فاصنعه الآن؟. فقلت : و لم ؟! ثقلتك أمك . فقال : اني قد رأيت رايات تجوس خلال الديار ، فسئلت عنها قيل لي : أنها جيوش محمد ...... فقلت له : اعدد لي النوق التي أمرتك باعدادها و قربها مني . ثم نهضت لساعتي فدعوت أهلي و أولادي الي الرحيل عن ارض التي أحببناها ، و جعلت أغدو السير نحو بلاد الشام لألحق بأهل ديني من النصاري و انزل بينهم . و قد أعجلني الأمر علي استقضاء أهلي كلهم فلما اجتزت مواضع الخطر ، تفقدت أهلي ، فاذا بي قد ترت أختا لي في مواطننا في ( نجد ) مع من بقي هناك من ( طيئ ).... و لم يكن لي سبيل الي الرجوع اليها . فمضيت بمن معي حتي ( الشام ) و أقمت فيها بين أبناء ديني . أما أختي فقد نزل بها ما كنت أتوقعه و أخشاه . * * * لقد بلغني و أنا في ديار الشام أن خيل محمد أغارت علي ديارنا و أخذت أختي في جملة من أخذت من السبايا و سيقت الي ( يثرب ) . و هناك وضعت مع السبايا علي حظيرة عند باب المسجد ، فمر بها النبي صلي الله عليه و سلم فقامت اليه و قالت : يا رسول الله هلك الوالد ، وغاب الوافد ، فامنن علي من الله عليك . فقال : ( و من وافدك ؟). فقالت : عدي بن حاتم . فقال : ( الفر من الله و رسوله ؟) . ثم مضي الرسول صلي الله عليه و سلم و تركها . فلما كان الغد فمر بها فقالت له مثل قولها بالأمس ، فقال لها مثل قوله . فلما كان بعد الغد مر بها فيئست منه و لم تقل شيئا ، فأشار اليها رجل من خلفه أن قومي اليه و كلميه .....فقامت اليه فقالت : فقالت : يا رسول الله هلك الوالد ، و غاب الوافد ، فامنن علي من الله عليك . فقال : ( قد فعلت ) . فقالت : اني أريد اللحاق بأهلي في ( الشام ). فقال صلي الله عليه و سلم: ( و لكن لا تعجلي بالخروج حي تجدي من تثقين به قومك ليبلغك بلاد الشام ، فاذا وجدتي الثقة فأعلميني ). و لما انصرف الرسول صلي الله عليه و سلم سالت عن الرجل الذي أشار اليها أن تكلمه ، فقيل لها انه علي بن أبي طالب رضي الله عنه . ثم أقامت حتي قدم ركب فيهم من تثق به ، فجاءت الي الرسول صلي الله عليه و سلم و قالت : يا رسول الله لقد قدم رهط من قومي لي فيهم ثقة و بلاغ ، فكساها الرسول صلي الله عليه و سلم و منحها ناقة تحملها ، و عطاها نفقة تكفيها ، فخرجت مع الركب . * * * قال عدي : ثم جعلنا بعد ذلك نتنسم اخبارها ، و نترقب قدومها ، و نحن لا نكاد نصدق ما روي لنا من خبرها مع محمد واحسانه اليها كل ذلك الاحسان ، مع ذلك ما كان منى تجاهله . فوالله اني لقاعد فى أهلي اذ أبصرت امرأه فى هودجها تتجه نحونا فقلت: ابنة حاتم ؛فاذا هى هى . فلما وقفت علينا بادرتنى بقولها : القاطع الظالم ..... لقد احتملت بأهلك وولدك وتركت بقية والدك وعورتك . فقلت : أى أخية لا تقولى الا خيرا .... وجعلت أسترضيها حتى رضيت وقصت على خبرها فاذا هو كما تناهى الى فقلت لها وكانت امرأة حازمة عاقلة : ما ترين فى أمر الرجل ؟ (يعنى محمدا عليه الصلاة والسلام ) فقالت : أرى والله أن تلحق به سريعا فان يكن نبيا فللسابق اليه فضله .... وان يكن ملكا فلن تذل عنده وأنت أنت . * * * قال عدى : فهيأت جهازى ومضيت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة من غير أمان ولا كتاب وكان بلغنى أنه قال : انى لأرجو أن يجعل الله يد عدى فى يدى فدخلت عليه وهو فى المسجد فسلمت عليه . فقال : (من الرجل ؟). فقلت : عدى بن حاتم فقام الى وأخذ بيدى وانطلق بى الي بيته . فوالله انه لماض بى الى البيت اذ لقيته امرأة ضعيفة كبيرة ومعها صبى صغير فاستوقفته وجعلت تكلمه فى حاجة لها فظل معها حتى قضى حاجتها وأنا واقف .... فقلت فى نفسى : والله ما هذا بملك . ثم أخذ بيدى ومضى بى حتى أتينا منزله فتناول وسادة من أدم محشوة ليفا فألقاها الى وقال : (اجلس على هذه ). فاستحييت منه وقلت : بل أنت تجلس عليها . فقال صلى الله عليه وسلم : (بل أنت ). فامتثلت وجلست عليها وجلس النبى صلى الله عليه وسلم على الأرض اذ لم يكن فى البيت سواها . فقلت فى نفسى : والله ما هذا بأمر ملك . ثم التفت الى وقال : (ايه يا عدى بن حاتم ألم تكن ركوسيا تدين بدين النصرانية والصابئة ؟) فقلت : بلى . فقال صلى الله عليه وسلم : (ألم تكن تسير فى قومك بالمرباع فتأخذ منهم مالا يحل لك فى دينك ؟!). فقلت : بلى ....وعرفت أنه نبى مرسل يعلم ما يجهل . ثم قال لى : ( لعلك يا عدى انما يمنعك من الدخول فى هذا الدين ما تراه من حاجة المسلمين وفقرهم فوالله ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه .... ولعلك يا عدى انما يمنعك من الدخول فى هذا الدين ما ترى من قلة المسلمين وكثرة عدوهم فوالله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من(القادسية) على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف أحدا الا الله .... ولعلك انما يمنعك من الدخول فى هذا الدين أنك ترى أن الملك والسلطان فى غير المسلمين وأيم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض (بابل) قد فتحت عليهم وأن كنوز (كسرى بن هرمز ) قد صارت اليهم . فقلت : كنوز كسرى بن هرمز ؟!!. فقال : (نعم كنوز كسرى بن هرمز ). قال عدى : عند ذلك شهدت شهادة الحق وأسلمت . * * * عمر عدى بن حاتم رضى الله عنه طويلا وكان يقول : لقد تحققت اثنتان وبقيت الثالثة وانها والله لابد كائنة . فقد رأيت المرأة تخرج من ( القادسية) على بعيرها لا تخاف شيئا حتى تبلغ هذا البيت .... وكنت فى أول خيل أغارت على كنوز كسرى بن هرمز وأخذتها .... وأحلف بالله لتجيئن الثالثة * * * وقد شاء الله أن يحقق قول نبيه عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام فجاءت الثالثة فى عهد الخليفة الزاهد العابد عمر بن عمر بن عبد العزيز حيث فاضت الأموال على المسلمين حتى جعل مناديه ينادى على من يأخذ أموال الزكاة من المسلمين فلم يجد أحدا . وصدق رسول الله صلوات الله عليه . وبر عدى بن حاتم بقسمه . * * * رحم الله عدي بن حاتم الطائي ، و جزاه الله عن الاسلام و المسلمين خير الجزاء ، و اسكنه فسيح جناته انه ولي ذلك و القادر عليه . * * *
__________________
لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين |
11-14-2014, 03:29 AM | #2 |
إدارة عامّة
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 5,325
|
قصص ممتعه متعك الله بالصحه والعافيه دمت بحفظ الرحمن
__________________
|
11-15-2014, 01:15 PM | #3 | |
مالك الموقع
تاريخ التسجيل: May 2014
المشاركات: 6,563
|
اقتباس:
الله يجعل لك بالمثل و يزيدك من فضله مشكوره اصايل الله يحفظك من كل مكروه وعموم اخوانك المسلمين آمين ؛ للجميع التّحيات و التقدير
__________________
لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء : 0 , والزوار : 1 ) | |
|
|