[دحمان-الحاج]

أصل كلمة قرطاس "ورق" في اللغة العربية
هي كلمة " كراس " كما يبين ذلك نطقها ووزنها
إن الذي جعلني أقول أن تكون كلمة كراس أصلها قرطاس أمرين :
أولهما : أن معنى القرطاس الذي فهمته من كتب التفسير في قوله تعالى
" ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاس "
و " تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيراً "
هو تقريباً معنى الكراس
وفي لغتنا العامية : قراطيس وورقات ليست كثيرة مضموم بعضها الى بعض .
ثانياً : التقارب الشديد بين الكلمتين في النطق وفي الكتابة فبإدغام الطاء في الراء التي قبلها من كلمة قرطاس تنتج كلمة كراس

معروف أن أصل القرطاس "الورق" من الصين
وكان العرب يطلقون على القرطاس "الورق" (كاغَد) بفتح الغين
واللفظ فارسي للقرطاس "الورق" يقال أنه صيني
وكان للمتنبي قصيدة مشهورة وقد ذكر القرطاس في أحد أبياتها حيث قال:
فالخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
وقد استحسن العرب الكتابة على القرطاس "الورق" بعد فتحهم خراسان وسمرقند
وقد سميت أصناف القراطيس "الأوراق" بأسماء الولاة أو الخلفاء
فكان القرطاس "الورق" السليماني نسبة الى (سليمان بن راشد) الذي كان والياً على خراسان زمن الرشيد
والقرطاس "الورق" (النوحي) نسبة الى نوح الساماني أحد أمراء دولة بني سامان
والقرطاس "الورق" المأموني نسبة الى الخليفة المأمون
وقد سبقت (سمرقند) المُدن الإسلامية في صناعة القراطيس "الأوراق"
ثم دخلت صناعته المدن الإسلامية من بغداد في نهاية القرن الثاني الهجري الى قرطبة
وكانت أحجام القراطيس "الأوراق" بطول ذراع بذراع للقرطاس "الورق" البغدادي الكامل
وينقص أربع أصابع في القرطاس "الورق" البغدادي الناقص
وكان يُكتب للناس بحجم قرطاسة "ورقة" ، حسب أهميتهم
فيكتب للخلفاء على ثلثي قرطاسة "ورقة"
ويكتب للولاة على نصف قرطاسة "ورقة"
وإلى العمال (حكام المدن) على ثلث قرطاسة "ورقة"
والى التجار على ربع قرطاسة "ورقة"
والى الحُسّاب على سدس قرطاسة "ورقة" ... وهكذا ... الخ.