عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2015, 05:37 PM   #1
اللحالي
مالك الموقع
 
الصورة الرمزية اللحالي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
المشاركات: 6,506

اوسمتي

افتراضي تفسير سورة الزلزلة لابن سعدي

تفسير سورة إذا زلزلت
وهي مدنية
‏[‏1 ـ 8‏]‏ ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ‏{‏إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ‏}‏
يخبر تعالى عما يكون يوم القيامة، وأن الأرض تتزلزل وترجف وترتج، حتى يسقط ما عليها من بناء وعلم‏.‏
فتندك جبالها، وتسوى تلالها، وتكون قاعًا صفصفًا لا عوج فيه ولا أمت‏.‏
‏{‏وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا‏}‏ أي‏:‏ ما في بطنها، من الأموات والكنوز‏.‏
‏{‏وَقَالَ الْإِنْسَانُ‏}‏ إذا رأى ما عراها من الأمر العظيم مستعظمًا لذلك‏:‏ ‏{‏مَا لَهَا‏}‏ ‏؟‏ أي‏:‏ أي شيء عرض لها‏؟‏‏.‏
‏{‏يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ‏}‏ الأرض ‏{‏أَخْبَارَهَا‏}‏ أي‏:‏ تشهد على العاملين بما عملوا على ظهرها من خير وشر، فإن الأرض من جملة الشهود الذين يشهدون على العباد بأعمالهم، ذلك ‏{‏بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا‏}‏ ‏[‏أي‏]‏ وأمرها أن تخبر بما عمل عليها، فلا تعصى لأمره ‏.‏
‏{‏يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ‏}‏ من موقف القيامة، حين يقضي الله بينهم ‏{‏أَشْتَاتًا‏}‏ أي‏:‏ فرقًا متفاوتين‏.‏ ‏{‏لِيُرَوْا أَعْمَالَهُم‏}‏ أي‏:‏ ليريهم الله ما عملوا من الحسنات والسيئات، ويريهم جزاءه موفرًا‏.‏
‏{‏فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ‏}‏ وهذا شامل عام للخير والشر كله، لأنه إذا رأى مثقال الذرة، التي هي أحقر الأشياء، ‏[‏وجوزي عليها‏]‏ فما فوق ذلك من باب أولى وأحرى، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا‏}‏ ‏{‏وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا‏}‏
وهذه الآية فيها غاية الترغيب في فعل الخير ولو قليلًا، والترهيب من فعل الشر ولو حقيرًا‏.‏
__________________


لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين
اللحالي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس