منتدى اللحالي

منتدى اللحالي (http://allahale.net/vb/index.php)
-   القرآن الكريم وتفسيره (http://allahale.net/vb/forumdisplay.php?f=56)
-   -   تفسير سورة الطّارق لابن سعدي (http://allahale.net/vb/showthread.php?t=1121)

اللحالي 06-01-2015 05:21 PM

تفسير سورة الطّارق لابن سعدي
 
تفسير سورة الطارق
وهي مكية
‏[‏1 ـ 17‏]‏ ‏‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {‏وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ * إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ * فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ * وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ * إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا‏}‏
يقول ‏[‏الله‏]‏ تعالى‏:‏ ‏{‏وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ‏}‏
ثم فسر الطارق بقوله‏:‏ ‏{‏النَّجْمُ الثَّاقِبُ‏}‏
أي‏:‏ المضيء، الذي يثقب نوره، فيخرق السماوات ‏[‏فينفذ حتى يرى في الأرض‏]‏، والصحيح أنه اسم جنس يشمل سائر النجوم الثواقب‏.‏
وقد قيل‏:‏ إنه ‏"‏ زحل ‏"‏ الذي يخرق السماوات السبع وينفذ فيها فيرى منها‏.‏ وسمي طارقًا، لأنه يطرق ليلًا‏.‏
والمقسم عليه قوله‏:‏ ‏{‏إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ‏}‏ يحفظ عليها أعمالها الصالحة والسيئة، وستجازى بعملها المحفوظ عليها‏.‏
‏{‏فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ‏}‏ أي‏:‏ فليتدبر خلقته ومبدأه، فإنه مخلوق ‏{‏مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ‏}‏ وهو‏:‏ المني الذي ‏{‏يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ‏}‏ يحتمل أنه من بين صلب الرجل وترائب المرأة، وهي ثدياها‏.‏
ويحتمل أن المراد المني الدافق، وهو مني الرجل، وأن محله الذي يخرج منه ما بين صلبه وترائبه، ولعل هذا أولى، فإنه إنما وصف الله به الماء الدافق، والذي يحس ‏[‏به‏]‏ ويشاهد دفقه، هو مني الرجل، وكذلك لفظ الترائب فإنها تستعمل في الرجل، فإن الترائب للرجل، بمنزلة الثديين للأنثى، فلو أريدت الأنثى لقال‏:‏ ‏"‏من بين الصلب والثديين‏"‏ ونحو ذلك، والله أعلم‏.‏
فالذي أوجد الإنسان من ماء دافق، يخرج من هذا الموضع الصعب، قادر على رجعه في الآخرة، وإعادته للبعث، والنشور ‏[‏والجزاء‏]‏ ، وقد قيل‏:‏ إن معناه، أن الله على رجع الماء المدفوق في الصلب لقادر، وهذا ـ وإن كان المعنى صحيحًا ـ فليس هو المراد من الآية، ولهذا قال بعده‏:‏ ‏{‏يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ‏}‏ أي‏:‏ تختبر سرائر الصدور، ويظهر ما كان في القلوب من خير وشر على صفحات الوجوه قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ‏}‏ ففي الدنيا، تنكتم كثير من الأمور، ولا تظهر عيانًا للناس، وأما في القيامة، فيظهر بر الأبرار، وفجور الفجار، وتصير الأمور علانية‏.‏
‏{‏فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ‏}‏ يدفع بها عن نفسه ‏{‏وَلَا نَاصِرٍ‏}‏ خارجي ينتصر به، فهذا القسم على حالة العاملين وقت عملهم وعند جزائهم‏.‏
ثم أقسم قسمًا ثانيًا على صحة القرآن، فقال‏:‏ ‏{‏وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ‏}‏ أي‏:‏ ترجع السماء بالمطر كل عام، وتنصدع الأرض للنبات، فيعيش بذلك الآدميون والبهائم، وترجع السماء أيضًا بالأقدار والشئون الإلهية كل وقت، وتنصدع الأرض عن الأموات، ‏{‏إِنَّه‏}‏ أي‏:‏ القرآن ‏{‏لَقَوْلٌ فَصْلٌ‏}‏ أي‏:‏ حق وصدق بين واضح‏.‏
‏{‏وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ‏}‏ أي‏:‏ جد ليس بالهزل، وهو القول الذي يفصل بين الطوائف والمقالات، وتنفصل به الخصومات‏.‏
‏{‏إِنَّهُم‏}‏ أي‏:‏ المكذبين للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وللقرآن ‏{‏يَكِيدُونَ كَيْدًا‏}‏ ليدفعوا بكيدهم الحق، ويؤيدوا الباطل‏.‏
‏{‏وَأَكِيدُ كَيْدًا‏}‏ لإظهار الحق، ولو كره الكافرون، ولدفع ما جاءوا به من الباطل، ويعلم بهذا من الغالب، فإن الآدمي أضعف وأحقر من أن يغالب القوي العليم في كيده‏.‏
‏{‏فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا‏}‏ أي‏:‏ قليلًا، فسيعلمون عاقبة أمرهم، حين ينزل بهم العقاب‏.‏
تم تفسير سورة الطارق، والحمد لله رب العالمين‏.‏

اصايل 08-05-2016 10:30 AM

http://i57.tinypic.com/dlrzmh.gif

اللحالي 08-05-2016 02:19 PM

[size="6"]وياك يابنتي اصايل الله يجزاك الخير واخوانك المسلمين

الله ينفعنا بكتابه ويرزقنا ثوابه[/s]


الساعة الآن 03:36 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات