منتدى اللحالي

منتدى اللحالي (http://allahale.net/vb/index.php)
-   القرآن الكريم وتفسيره (http://allahale.net/vb/forumdisplay.php?f=56)
-   -   تفسير سورة الشّرح لابن سعدي (http://allahale.net/vb/showthread.php?t=1129)

اللحالي 06-01-2015 05:30 PM

تفسير سورة الشّرح لابن سعدي
 
تفسير سورة ألم نشرح ‏[‏لك
صدرك‏]‏
وهي مكية
‏[‏1 ـ 8‏]‏ ‏‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {‏أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب‏}‏
يقول تعالى ـ ممتنًا على رسوله ـ ‏:‏ ‏{‏أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ‏}‏ أي‏:‏ نوسعه لشرائع الدين والدعوة إلى الله، والاتصاف بمكارم الأخلاق، والإقبال على الآخرة، وتسهيل الخيرات فلم يكن ضيقًا حرجًا، لا يكاد ينقاد لخير، ولا تكاد تجده منبسطًا‏.‏
‏{‏وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ‏}‏ أي‏:‏ ذنبك، ‏{‏الَّذِي أَنْقَضَ‏}‏ أي‏:‏ أثقل ‏{‏ظَهْرَكَ‏}‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ‏}‏ ‏.‏
‏{‏وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ‏}‏ أي‏:‏ أعلينا قدرك، وجعلنا لك الثناء الحسن العالي، الذي لم يصل إليه أحد من الخلق، فلا يذكر الله إلا ذكر معه رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما في الدخول في الإسلام، وفي الأذان، والإقامة، والخطب، وغير ذلك من الأمور التي أعلى الله بها ذكر رسوله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏
وله في قلوب أمته من المحبة والإجلال والتعظيم ما ليس لأحد غيره، بعد الله تعالى، فجزاه الله عن أمته أفضل ما جزى نبيًا عن أمته‏.‏
وقوله‏:‏ ‏{‏فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا‏}‏ بشارة عظيمة، أنه كلما وجد عسر وصعوبة، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه، حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر، فأخرجه كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا‏}‏ وكما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا‏)‏ ‏.‏
وتعريف ‏"‏العسر‏"‏ في الآيتين، يدل على أنه واحد، وتنكير ‏"‏اليسر‏"‏ يدل على تكراره، فلن يغلب عسر يسرين‏.‏
وفي تعريفه بالألف واللام، الدالة على الاستغراق والعموم يدل على أن كل عسر ـ وإن بلغ من الصعوبة ما بلغ ـ فإنه في آخره التيسير ملازم له‏.‏
ثم أمر الله رسوله أصلًا، والمؤمنين تبعًا، بشكره والقيام بواجب نعمه، فقال‏:‏ ‏{‏فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَب‏}‏ أي‏:‏ إذا تفرغت من أشغالك، ولم يبق في قلبك ما يعوقه، فاجتهد في العبادة والدعاء‏.‏
‏{‏وَإِلَى رَبِّكَ‏}‏ وحده ‏{‏فَارْغَب‏}‏ أي‏:‏ أعظم الرغبة في إجابة دعائك وقبول عباداتك ‏.‏
ولا تكن ممن إذا فرغوا وتفرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربهم وعن ذكره، فتكون من الخاسرين‏.‏
وقد قيل‏:‏ إن معنى قوله‏:‏ فإذا فرغت من الصلاة وأكملتها، فانصب في الدعاء، وإلى ربك فارغب في سؤال مطالبك‏.‏
واستدل من قال بهذا القول، على مشروعية الدعاء والذكر عقب الصلوات المكتوبات، والله أعلم بذلك تمت ولله الحمد‏.‏

اصايل 04-08-2016 08:26 AM

http://www.anaqamaghribia.com/pic/im...o8hnmivo17.jpg

اللحالي 04-10-2016 12:06 AM

الله يجعل لك بالمثل يالأميره

الله ياجرنا وياك ويجزاء شيخنا

الجنّه واخوانه المؤمنين

اللهم صلي على محمد كما صليت على ابراهيم


الساعة الآن 02:58 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات