اصايل
11-28-2014, 06:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الآداب الطيبة : إذا حدثك المحدث بأمر ديني ، أو دنيوي -
ألا تنازعه الحديث إذا كنت تعرفه ، بل تصغي إليه إصغاء من
لم يعرفه ، ولم يمر عليه ، وتريه أنك استفدته منه ،
كما كان ألباء الرجال يفعلونه .
وفيـه من الفوائد تنشيط المحدث ، وإدخال السرور عليـــه ،
وسلامتك من العجب بنفسك ، وسلامتك من سوء الأدب ،
فإن منازعة المحدث حديثه من سوء الأدب .
ومـــن الآداب : أن تشكر من صنع إليك معروفا ، قوليًّا ، أو
فعليًّا ، أو ماليًّا ، ولو يسيراً ، وتبدي له الشكر .
وبهذا أمر الله ورسوله ، وعلى هذا اتفق العقلاء .
ومن الآداب الطيبة: الكلام مع كل أحد بما يليق بحاله ومقامه،
مــع العلـمــاء : بالتعلم والاستفادة والاحترام ، ومـــع الملوك
والرؤساء: بالاحترام والكلام اللطيف اللين المناسب لمقامهم،
ومع الإخوان والنظراء : بالكلام الطيب ، ومطارحة الأحاديث
الدينية والدنيوية ، والانبساط الباسط للقلوب ، المزيل
للوحشة ، المزين للمجالس .
ويحسن المزح أحيـاناً إذا كـــان صدقًا ، ويحصــل فيــه هـــذه
المقاصد ، مع المستفيدين من الطلبة ونحـــوهـــم : بالإفادة ،
ومـع الصغار والسفهاء : بالحكايات والمقالات اللائقة بهم ،
ممـــا يبسطهم ويؤنسهم ، ومــع الأهـــــل والعيال : بالتعليم
للمصالح الدينية والدنيوية ، والتربية البيتية ، وتوجيههم
للأعمال التي تنفعهم ، مع المباسطة والمفاكهة ، فإنهم
أحق الناس ببرك .
ومن أعظم البر : حسن المعاشرة .
ومع الفقراء والمساكين بالتواضع ، وخفض الجناح ، وعدم
الترفع والتكبر عليهم .
فكم حصل بهذا من خيرات وبركات !
وكم حصل بضده من شر ، وفوات خير !
ومــــع من تعرف منه البغض والعداوة والحسد : بالمجاملة
وعدم الخشونة .
وإن أمكنك الوصول إلى أعلى الدرجات ، وهي قوله تعالى :
( ادْفَعْ بِالَّتِي هِــيَ أَحْسَنُ فَـــإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ
وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فصلت34 . فما أكمله من مقام ، لا يوفق له
إلا ذو حظ عظيم !
واحذر غاية الحذر : من احتقار من تجالسه من جميع طبقات
الناس ، وازدرائه ، والاستهزاء به : قولاً أو فعلاً ، تصريحاً
أو تعريضاً ، فإن فيه ثلاثة محاذير :
أحدها : التحريم العظيم والإثم على فاعل ذلك .
الثاني : دلالته على حمق صاحبه ، وسفاهة عقله ، وجهله .
الثالث : أنه باب من أبواب إثارة الشر والضرر على نفسه .
إياك أن تتصدى في مجالسك مع الناس للترؤس عليهم، وأنت
لست برئيس ، وأن تكون ثرثاراً متصوراً لكل كلام ، وربمــا
من جهلك وحمقك ملكت المجلس على الجلوس ، وصرت
أنت الخطيب والمتكلم دون غيرك .
وإنما الآداب الشرعية والعرفية : مطارحة الأحاديث .
وكل من الحاضرين يكون له نصيب من ذلك .
اللهم إلا الصغار مع الكبار، فعليهم لزوم الأدب، وألا يتكلموا
إلا جواباً لغيرهم .
متى أخبرك صاحبك، أو غيـره أنه أوقع تصرفاً ، أو عقداً ، أو
عملاً من الأعمال، وكان قد مضى وتم ، فينبغي أن تبارك له،
وتدعو له بالخير والبركة، وتصوبه له إذا كان باعتقادك
صواباً فإن هذا يؤنسه ويشرح صدره .
وإياك في هذه الحال أن تخطئه، فتحدث له الحسرة والندامة،
وقد فات الاستدراك، إلا إذا كان غرضك تعليمه ، ونصيحته
النافعة للمستقبل .
وأمــا إذا أخبــــرك بشــيء مما سبق ، وهو كالمستشير لك ،
ولم يتم الأمر ، فعليك في هذه الحال أن تبدي له ما عندك من
الرأي ، وتمحض له النصيحة، ففرق بين ما أمكن استدراكه
وتلافيه وبين ما ليس كذلك ، والله أعلم .
من الآداب الشرعية الوفية الطيبة : تنظيف الجسد، والثياب،
والأواني المستعملة ، والفرش ، والمجالس ، عن الأوساخ
كلها ، وما يقبح مرآه .
ينبغي تخير الأصحاب : أهل الدين والعقل والأدب والمروءة ،
ثم الأمثل فالأمثل ، فالمرء على دين خليله وعقله وأدبه ،
فلينظر من يخالل .
وعلــى العاقل أن يرمق أحوال الناس ؛ فما رآه منتقداً عندهم
من العادات والأخلاق والكلام والأفعال ؛ تركه ، إن لم يخالف
عرفهم الأمور الشرعية ، وما رآه محمودا من هذه الأشياء؛
فعله .
وحينئذ ينتفع بمخالطة الناس ، وتعــرف مـــا يحمدونه مــن
العوائد وما يذمونه .
وكل هذا بشرط ألا يكون في الفعل، أو الترك محذور شرعي،
فإن كان محذور شرعي ، تعين تقديم الأمر الشرعي على
كل عادة وعرف .
وقد علمنا بالتتبع والاستقراء : أن كل عرف خالف الشرع
فإنه ناقص مختل ، وهذه قاعدة مطردة لا تنتقض .
مــن الغلـط الفــاحش الخطــــر : قبول قول الناس بعضهم في
بعض ، ثم يبني عليه السامع حبًّا وبغضًا ، ومدحًا وذمًّا !
فكم حصل بهذا الغلط أمور صار عاقبتها الندامة !
وكم أشاع الناس أموراً لا حقائق لها بالكلية ، أو لها بعض
الحقيقة ، فنميت بالكذب والزور !
وخصوصاً من عرفوا بعدم المبالاة بالنقل ، أو عرف منهم
الهوى .
فالواجب على العاقل التثبت ، والتحرز ، وعدم التسرع .
وبهذا يعرف دين العبد، ورزانته ، وعقله .
إيـــاك والإصغاء إلى قول النمام فتصدقه .
ثـم إيــاك أن تبني على كلامه ما يضرك .
ثم إياك أن تبدي له ما لا تحب اطلاع أحد عليه .
فإن فعلت فلا تلومن إلا نفسك ، وابتعد غاية البعد عنه مهما
أمكنك ، فإن كان لابد منه - ولن يسلم أحد من هذا - فاسمع
منه ، غير واثق بكلامه ، ولا مؤسس عليه .
ولا تعطه مــن الكــلام إلا الـــذي توطن نفسك على إشاعته
وظهوره واخزن من هذا النوع ما تخشى مغبته ، وتخشى
أن يزاد فيه وينقص .
كن حافظاً للسر، ومعروفاً عند الناس بحفظه، فإنهم إذا عرفوا
منك هذه الحال ، أفضوا إليك بأسرارهم ، وعذروك إذا طويت
عنهم سر غيرك الذي هم عليه مشفقون ، وخصوصاً إذا كان
لك اتصال بكل واحد من المتعادين ، فإن الوسائل لاستخراج
ما عندك تكثر وتتعدد من كل من الطرفين .
فإياك إياك : أن يظفر أحد منهم بشيء من ذلك تصريحاً ، أو
تعريضاً ، واعلم أن للناس في استخراج ما عند الإنسان
طرقاً دقيقة ، ومسالك خفية .
فاجعل كل احتمال - وإن بعد - على بالك ، ولا تؤت من جهة
من جهاتك ، فإن هذا من الحزم .
واجزم بأنك لا تندم على الكتمان ، وإنما الضرر والندم فــــي
العجلة والتسرع والوثوق بالناس ثقة تحملك على ما يضر .
والأصل والميزان في هذا وغيره قوله صلى الله عليه وسـلم
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيراً أو ليصمت"
متفق عليه .
العاقل من اغتنم الفرص ، فإنها تمر مر السحاب ، كمــا قال
صلى الله عليه وسلم " اغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل
هرمك ، وفراغك قبل شغلك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك
قبل فقرك ، وحياتك قبل موتك " (1)
النظر إلى العواقب معونة عظيمة في سهولة الأعمال النافعة،
وفي الاحتراز مما يخاف ضرره .
فإن العواقب الطيبة يسهل على العبد كل طريق يوصل إليها ،
وإن كان شاقًّا ، لما يرجو من الثمرة .
مــن بــذل المجهود في السعي في الأمور النافعة ، واستعان
بالمعبود عليها ، وأتاها من أبوابها ومسالكها ؛ أدرك
المقصود .
فإن لم يدركه كله أدرك بعضه ، وإن لم يدرك منه شيئًا لم يلم
نفسه ، ولم يذهب عمله سدى وخصوصًا إذا ثابر على العمل،
ولم يتضجر .
وقل من جد في أمر تطلبه :: واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر .
كتاب الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة فـي العقائد والفنون
المتنوعة الفاخرة ( ص 231 ) للشيخ عبدالرحمن السعدي
...
(1) أخرجه الحاكم (4/ 341) ، والبيهقي في شعب الإيمان (7 / 263) ،
من حديث ابن عباس ،وصححه الألباني في صحيح الجامع (1077) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الآداب الطيبة : إذا حدثك المحدث بأمر ديني ، أو دنيوي -
ألا تنازعه الحديث إذا كنت تعرفه ، بل تصغي إليه إصغاء من
لم يعرفه ، ولم يمر عليه ، وتريه أنك استفدته منه ،
كما كان ألباء الرجال يفعلونه .
وفيـه من الفوائد تنشيط المحدث ، وإدخال السرور عليـــه ،
وسلامتك من العجب بنفسك ، وسلامتك من سوء الأدب ،
فإن منازعة المحدث حديثه من سوء الأدب .
ومـــن الآداب : أن تشكر من صنع إليك معروفا ، قوليًّا ، أو
فعليًّا ، أو ماليًّا ، ولو يسيراً ، وتبدي له الشكر .
وبهذا أمر الله ورسوله ، وعلى هذا اتفق العقلاء .
ومن الآداب الطيبة: الكلام مع كل أحد بما يليق بحاله ومقامه،
مــع العلـمــاء : بالتعلم والاستفادة والاحترام ، ومـــع الملوك
والرؤساء: بالاحترام والكلام اللطيف اللين المناسب لمقامهم،
ومع الإخوان والنظراء : بالكلام الطيب ، ومطارحة الأحاديث
الدينية والدنيوية ، والانبساط الباسط للقلوب ، المزيل
للوحشة ، المزين للمجالس .
ويحسن المزح أحيـاناً إذا كـــان صدقًا ، ويحصــل فيــه هـــذه
المقاصد ، مع المستفيدين من الطلبة ونحـــوهـــم : بالإفادة ،
ومـع الصغار والسفهاء : بالحكايات والمقالات اللائقة بهم ،
ممـــا يبسطهم ويؤنسهم ، ومــع الأهـــــل والعيال : بالتعليم
للمصالح الدينية والدنيوية ، والتربية البيتية ، وتوجيههم
للأعمال التي تنفعهم ، مع المباسطة والمفاكهة ، فإنهم
أحق الناس ببرك .
ومن أعظم البر : حسن المعاشرة .
ومع الفقراء والمساكين بالتواضع ، وخفض الجناح ، وعدم
الترفع والتكبر عليهم .
فكم حصل بهذا من خيرات وبركات !
وكم حصل بضده من شر ، وفوات خير !
ومــــع من تعرف منه البغض والعداوة والحسد : بالمجاملة
وعدم الخشونة .
وإن أمكنك الوصول إلى أعلى الدرجات ، وهي قوله تعالى :
( ادْفَعْ بِالَّتِي هِــيَ أَحْسَنُ فَـــإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ
وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فصلت34 . فما أكمله من مقام ، لا يوفق له
إلا ذو حظ عظيم !
واحذر غاية الحذر : من احتقار من تجالسه من جميع طبقات
الناس ، وازدرائه ، والاستهزاء به : قولاً أو فعلاً ، تصريحاً
أو تعريضاً ، فإن فيه ثلاثة محاذير :
أحدها : التحريم العظيم والإثم على فاعل ذلك .
الثاني : دلالته على حمق صاحبه ، وسفاهة عقله ، وجهله .
الثالث : أنه باب من أبواب إثارة الشر والضرر على نفسه .
إياك أن تتصدى في مجالسك مع الناس للترؤس عليهم، وأنت
لست برئيس ، وأن تكون ثرثاراً متصوراً لكل كلام ، وربمــا
من جهلك وحمقك ملكت المجلس على الجلوس ، وصرت
أنت الخطيب والمتكلم دون غيرك .
وإنما الآداب الشرعية والعرفية : مطارحة الأحاديث .
وكل من الحاضرين يكون له نصيب من ذلك .
اللهم إلا الصغار مع الكبار، فعليهم لزوم الأدب، وألا يتكلموا
إلا جواباً لغيرهم .
متى أخبرك صاحبك، أو غيـره أنه أوقع تصرفاً ، أو عقداً ، أو
عملاً من الأعمال، وكان قد مضى وتم ، فينبغي أن تبارك له،
وتدعو له بالخير والبركة، وتصوبه له إذا كان باعتقادك
صواباً فإن هذا يؤنسه ويشرح صدره .
وإياك في هذه الحال أن تخطئه، فتحدث له الحسرة والندامة،
وقد فات الاستدراك، إلا إذا كان غرضك تعليمه ، ونصيحته
النافعة للمستقبل .
وأمــا إذا أخبــــرك بشــيء مما سبق ، وهو كالمستشير لك ،
ولم يتم الأمر ، فعليك في هذه الحال أن تبدي له ما عندك من
الرأي ، وتمحض له النصيحة، ففرق بين ما أمكن استدراكه
وتلافيه وبين ما ليس كذلك ، والله أعلم .
من الآداب الشرعية الوفية الطيبة : تنظيف الجسد، والثياب،
والأواني المستعملة ، والفرش ، والمجالس ، عن الأوساخ
كلها ، وما يقبح مرآه .
ينبغي تخير الأصحاب : أهل الدين والعقل والأدب والمروءة ،
ثم الأمثل فالأمثل ، فالمرء على دين خليله وعقله وأدبه ،
فلينظر من يخالل .
وعلــى العاقل أن يرمق أحوال الناس ؛ فما رآه منتقداً عندهم
من العادات والأخلاق والكلام والأفعال ؛ تركه ، إن لم يخالف
عرفهم الأمور الشرعية ، وما رآه محمودا من هذه الأشياء؛
فعله .
وحينئذ ينتفع بمخالطة الناس ، وتعــرف مـــا يحمدونه مــن
العوائد وما يذمونه .
وكل هذا بشرط ألا يكون في الفعل، أو الترك محذور شرعي،
فإن كان محذور شرعي ، تعين تقديم الأمر الشرعي على
كل عادة وعرف .
وقد علمنا بالتتبع والاستقراء : أن كل عرف خالف الشرع
فإنه ناقص مختل ، وهذه قاعدة مطردة لا تنتقض .
مــن الغلـط الفــاحش الخطــــر : قبول قول الناس بعضهم في
بعض ، ثم يبني عليه السامع حبًّا وبغضًا ، ومدحًا وذمًّا !
فكم حصل بهذا الغلط أمور صار عاقبتها الندامة !
وكم أشاع الناس أموراً لا حقائق لها بالكلية ، أو لها بعض
الحقيقة ، فنميت بالكذب والزور !
وخصوصاً من عرفوا بعدم المبالاة بالنقل ، أو عرف منهم
الهوى .
فالواجب على العاقل التثبت ، والتحرز ، وعدم التسرع .
وبهذا يعرف دين العبد، ورزانته ، وعقله .
إيـــاك والإصغاء إلى قول النمام فتصدقه .
ثـم إيــاك أن تبني على كلامه ما يضرك .
ثم إياك أن تبدي له ما لا تحب اطلاع أحد عليه .
فإن فعلت فلا تلومن إلا نفسك ، وابتعد غاية البعد عنه مهما
أمكنك ، فإن كان لابد منه - ولن يسلم أحد من هذا - فاسمع
منه ، غير واثق بكلامه ، ولا مؤسس عليه .
ولا تعطه مــن الكــلام إلا الـــذي توطن نفسك على إشاعته
وظهوره واخزن من هذا النوع ما تخشى مغبته ، وتخشى
أن يزاد فيه وينقص .
كن حافظاً للسر، ومعروفاً عند الناس بحفظه، فإنهم إذا عرفوا
منك هذه الحال ، أفضوا إليك بأسرارهم ، وعذروك إذا طويت
عنهم سر غيرك الذي هم عليه مشفقون ، وخصوصاً إذا كان
لك اتصال بكل واحد من المتعادين ، فإن الوسائل لاستخراج
ما عندك تكثر وتتعدد من كل من الطرفين .
فإياك إياك : أن يظفر أحد منهم بشيء من ذلك تصريحاً ، أو
تعريضاً ، واعلم أن للناس في استخراج ما عند الإنسان
طرقاً دقيقة ، ومسالك خفية .
فاجعل كل احتمال - وإن بعد - على بالك ، ولا تؤت من جهة
من جهاتك ، فإن هذا من الحزم .
واجزم بأنك لا تندم على الكتمان ، وإنما الضرر والندم فــــي
العجلة والتسرع والوثوق بالناس ثقة تحملك على ما يضر .
والأصل والميزان في هذا وغيره قوله صلى الله عليه وسـلم
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيراً أو ليصمت"
متفق عليه .
العاقل من اغتنم الفرص ، فإنها تمر مر السحاب ، كمــا قال
صلى الله عليه وسلم " اغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل
هرمك ، وفراغك قبل شغلك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك
قبل فقرك ، وحياتك قبل موتك " (1)
النظر إلى العواقب معونة عظيمة في سهولة الأعمال النافعة،
وفي الاحتراز مما يخاف ضرره .
فإن العواقب الطيبة يسهل على العبد كل طريق يوصل إليها ،
وإن كان شاقًّا ، لما يرجو من الثمرة .
مــن بــذل المجهود في السعي في الأمور النافعة ، واستعان
بالمعبود عليها ، وأتاها من أبوابها ومسالكها ؛ أدرك
المقصود .
فإن لم يدركه كله أدرك بعضه ، وإن لم يدرك منه شيئًا لم يلم
نفسه ، ولم يذهب عمله سدى وخصوصًا إذا ثابر على العمل،
ولم يتضجر .
وقل من جد في أمر تطلبه :: واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر .
كتاب الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة فـي العقائد والفنون
المتنوعة الفاخرة ( ص 231 ) للشيخ عبدالرحمن السعدي
...
(1) أخرجه الحاكم (4/ 341) ، والبيهقي في شعب الإيمان (7 / 263) ،
من حديث ابن عباس ،وصححه الألباني في صحيح الجامع (1077) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ