اللحالي
03-20-2020, 02:27 PM
عرف على مستوى المملكة والخليج منذ عام 1397 هـ الموافق 1977م بعد اشتراكه في حفل التراث الذي أقامته جامعة الرياض "الملك سعود حالياً" مع مجموعة من شعراء المحاورة، منهم أحمد الناصر وخلف بن هذال العتيبي ومستور العصيمي مطلق الثبيتي وعبد الله المسعودي وجار الله السواط ومحمد بن تويم ومحمد الجبرتي وقد برز صياف الحربي تلك الليلة بروزاً مشهوداً عـَرّفه بالجمهور بشكل جيد ومال الشعراء الكبار للعب معه.
الشاعر صياف الحربي
ولد في وادي النقيع الذي يحتضنه جبل ادقس التاريخي المسمى بـ"جبل عوف الأخضر" بمنطقة وادي الفرع الواقعة إلى الجنوب من المدينة المنورة في 16 أغسطس 1939م الموافق 1 رجب 1358 هـ.
عاش في كنف والده ورعايته الخاصة، حيث توفيت والدته وهو طفل صغير. وقد كان والده صاحب إبل وأغنام يتنقل بها في مراتع البادية ثم يعود أحياناً لمزرعته التي تقع في وادي النقيع ليحصد محاصيلها ويبيعها في أسواق المدينة، حيث كانت هذه المزرعة تسقى بطريقة "البعل" أي على مياه الأمطار. وقد كان صياف يرافق والده في هذه الرحلات. ويجلس معه في مجالس القرية، ويحضر معه محافل الشعراء وتسامرهم في المناسبات الاجتماعية، حيث كان والده يعشق الشعر ويحفظه، لكنه لا يقرضه. وقد أثرت تلك المسامرات ومخالطة الشعراء في نفس الطفل الصغير صياف فأخذ يصغي لها ويحفظ أبياتاً يرددها مع والده بعد نهاية الحفل، ويحاول تقليد شخصيات الشعراء والقائهم للقصايد، فكان يعجب السامعين ويطربهم، لكنه الاعجاب المغلف بالشفقة والعطف على هذا الطفل اليتيم. فيطلبون منه ترديد بعض القصايد ويشجعونه ويصفقون له.
امتحان شاعريته
بدأ صياف اثبات ذاته الشعرية حينما امتحنه شاعـر كبير من اقربائه يدعى "مهـَيـْل بن سهو السحيمي" كان من أشهر شعراء القبيلة آنذاك، سمع بخبر شاعرية صياف فأراد تأكيدها فوّجه إليه بيتاً على طرق المحاورة في مجلس والد صياف الذي لم يعرف أن ولده يقول الشعر، وقد كان الحاضرون من كبار السن من جماعته، لكن صيافاً قد أحس بالحرج خصوصاً وهو صغير بين كبار ينتظرون منه رداً بحجم عقلية وخبرة شاعرهم "مهـَيـْل". يقول صياف: (سكت خجلاً لكن الرد قد حضر مبكراً وقد انتظرت الفرصة وعندما خفـَت ضوء النار في المجلس الذي كان هو مصدر الإضاءة حينذاك فقلت للشاعر: اسمع الرد. وبعدما انتهيت نظر لوالدي باعجاب وقال إن ابنك صياف سوف يكون شاعراً مقتدراً). تفجرت موهبته شعراً قوياً في بدايته فكان سريع الرد قوياً في معانيه وعباراته وقد بارز سبعة شعراء في وقت واحد ورد عليهم وباقتدار مما لفت انظار جمهوره فأخذ يتابعه.
يقول صياف عن نفسه
أحسست بالشعر قبل أن أتلفظ به حينما كنت صغيراً، فتقليد الشعراء وحفظ أشعارهم مهـَّد لدي طريق صنع البيت، أما المعنى فكان صعب المنال في البداية، وقد كنت أمارس هذه الهواية بين أقراني في المساء عندما نتسامر).
مطلق الثبيتي
ولاياحرب ياللي كل ليله تقنصـون الحـوت *** لقيتـو حوتـه ماكـل قـنـاص يحرفـهـا
صياف الحربي
قنصنا في الليال المستطيره وانت مالك صوت *** وصرفنا جمـوع التـرك وانتـه ماتصرفهـا..!
سلطان الهاجري
ياصاحـبِ تنطـح الفزعـه بصـدرِ وسيـع *** احـذر علـى الرجـل لاتحفـي عراقيبـهـا
صياف الحربي
حنا نصارع سبـاع الليـل فـي كـل ريـع *** وانته مـع ام الوليـد ويـدك فـي جيبهـا.. طبّه طبيبه أَلاَ يا ما أكبر الطبّه *** فك النّشب يا عريفٍ تعرفه فكّه
فرديت بسرعة:
شبّه شبيبه ألاَ ياما أحسن الشبّـه *** حكّه في رَجْلٍ عضب ما يحمل الحكّه
فأعجب المسعودي بسرعة الرد مني وصياغته، ومن ثم طلب اللعب معي وقد برزت نداً قوياً له).
أبرز مواقفه الشعرية
يقول صياف: (في بدايتي الشعرية كنت في أحد الملاعب ألعب مع شاعرين في وقت واحد، ولما سمع محمد الجبرتي بذلك قال: اتركوا لي هذا الشاعر، وكان يسرع في الرد ويركض بين الصفوف كركض الحصان، وعندما يكمل البيتين أرد عليه ببيتين في وقت واحد وعندما انتصف القاف "المحاورة" كان ينتظر أن تقل سرعة الرد عندي وهو يستمر على سرعته، لكنه وجد العكس، فقال للشعراء الذين كانوا يلعبون معي: العبوا معه هذا مجنون!، وحينها شعرت أن معنوياتي قد ارتفعت لأن هذا القول جاء من شاعر ذي مكانة، فقد كان أقوى شعراء المنطقة في ذلك الوقت). وفي موقف آخر يقول صياف: (حضرت حفلة كبيرة في منطقة الطائف يحييها عدد من الشعراء المعروفين آنذاك، مثل عبد الله المسعودي الشاعر مبروك مبارك أبوناب العصلاني الحربي وجار الله السواط وغيرهم، ولم أكن معروفاً لدى حضور هذه الحفلة من شعراء وجماهير، وقد قامت محاورة بين عبد الله المسعودي وأبو ناب الحربي، وقد رأيت المسعودي قد تفوق على الشاعر الحربي فانتخيت له وطلبت الرد على المسعودي، فأعطاني الدور ورديت، فنظر إليّ الشاعر عبد الله المسعودي مستنكراً أياي وقال مغيراً الطاروق:
عوض الله أبو مشعاب
السحيمي عود شايب تعدى الأربعين *** وإن غلط مسموح ,,,, والنار من شبابها
صياف الحربي
أنت توك ما طلع فيك ضرس العقل زين *** لارسلوك تروح ,,,, والنار من شبابها
محاورات شعرية لصياف مع شعراء كبار
حبيب العازمي
فيك خيـر وشـر لكـن فالوقـت الاخيـر *** وش يخلي حرب تسـرق عشـاء جيرانهـا
صياف الحربي
اصبر شويه لاتعجل مـع الوقـت القصيـر *** الضعيفـه ماسرقنـا عـشـاء ورعانـهـا
مطلق الثبيتي
الحريبي لو لقاله واحد(ن) يقطع لسانـه *** ماتغزل في بنات الهند سمحات الخدودي
صياف الحربي
ياعتيبه قولوا لمطـــلق يمرح في مكانه *** مايدافع عن بنات الهــــــند ياغير الهنودي
مطلق الثبيتي
اسهيل والسبع نجوم فوق راسـك مرقبـات *** واهل الزنود ام الضرم تقدح عليـك زنودهـا
صياف الحربي
ترى القمر ضوه غطا ضو النجوم الطالعـات *** وانته وراك اتـورد الدعـوه بغيراشهودهـا
تقاعد صياف من عمله العسكري بعد بلوغه السن النظامي في عام 1416هـ واستمر في مشواره الشعري رغم الأمراض التي داهمته وكان يحضر المحاورات وهو على الكرسي المتحرك من عام 1423هـ إلى حوالي عام 1426هـ وبعدها اشتد عليه المرض ولم يستطع المواصلة.
وفاته.
توفي بعد معاناة مع المرض في المدينة المنورة في 6 ربيع الأول من عام 1428 هـ الموافق 24 مارس 2007
رحمه الله واسكنه فسيح جناته
.
الشاعر صياف الحربي
ولد في وادي النقيع الذي يحتضنه جبل ادقس التاريخي المسمى بـ"جبل عوف الأخضر" بمنطقة وادي الفرع الواقعة إلى الجنوب من المدينة المنورة في 16 أغسطس 1939م الموافق 1 رجب 1358 هـ.
عاش في كنف والده ورعايته الخاصة، حيث توفيت والدته وهو طفل صغير. وقد كان والده صاحب إبل وأغنام يتنقل بها في مراتع البادية ثم يعود أحياناً لمزرعته التي تقع في وادي النقيع ليحصد محاصيلها ويبيعها في أسواق المدينة، حيث كانت هذه المزرعة تسقى بطريقة "البعل" أي على مياه الأمطار. وقد كان صياف يرافق والده في هذه الرحلات. ويجلس معه في مجالس القرية، ويحضر معه محافل الشعراء وتسامرهم في المناسبات الاجتماعية، حيث كان والده يعشق الشعر ويحفظه، لكنه لا يقرضه. وقد أثرت تلك المسامرات ومخالطة الشعراء في نفس الطفل الصغير صياف فأخذ يصغي لها ويحفظ أبياتاً يرددها مع والده بعد نهاية الحفل، ويحاول تقليد شخصيات الشعراء والقائهم للقصايد، فكان يعجب السامعين ويطربهم، لكنه الاعجاب المغلف بالشفقة والعطف على هذا الطفل اليتيم. فيطلبون منه ترديد بعض القصايد ويشجعونه ويصفقون له.
امتحان شاعريته
بدأ صياف اثبات ذاته الشعرية حينما امتحنه شاعـر كبير من اقربائه يدعى "مهـَيـْل بن سهو السحيمي" كان من أشهر شعراء القبيلة آنذاك، سمع بخبر شاعرية صياف فأراد تأكيدها فوّجه إليه بيتاً على طرق المحاورة في مجلس والد صياف الذي لم يعرف أن ولده يقول الشعر، وقد كان الحاضرون من كبار السن من جماعته، لكن صيافاً قد أحس بالحرج خصوصاً وهو صغير بين كبار ينتظرون منه رداً بحجم عقلية وخبرة شاعرهم "مهـَيـْل". يقول صياف: (سكت خجلاً لكن الرد قد حضر مبكراً وقد انتظرت الفرصة وعندما خفـَت ضوء النار في المجلس الذي كان هو مصدر الإضاءة حينذاك فقلت للشاعر: اسمع الرد. وبعدما انتهيت نظر لوالدي باعجاب وقال إن ابنك صياف سوف يكون شاعراً مقتدراً). تفجرت موهبته شعراً قوياً في بدايته فكان سريع الرد قوياً في معانيه وعباراته وقد بارز سبعة شعراء في وقت واحد ورد عليهم وباقتدار مما لفت انظار جمهوره فأخذ يتابعه.
يقول صياف عن نفسه
أحسست بالشعر قبل أن أتلفظ به حينما كنت صغيراً، فتقليد الشعراء وحفظ أشعارهم مهـَّد لدي طريق صنع البيت، أما المعنى فكان صعب المنال في البداية، وقد كنت أمارس هذه الهواية بين أقراني في المساء عندما نتسامر).
مطلق الثبيتي
ولاياحرب ياللي كل ليله تقنصـون الحـوت *** لقيتـو حوتـه ماكـل قـنـاص يحرفـهـا
صياف الحربي
قنصنا في الليال المستطيره وانت مالك صوت *** وصرفنا جمـوع التـرك وانتـه ماتصرفهـا..!
سلطان الهاجري
ياصاحـبِ تنطـح الفزعـه بصـدرِ وسيـع *** احـذر علـى الرجـل لاتحفـي عراقيبـهـا
صياف الحربي
حنا نصارع سبـاع الليـل فـي كـل ريـع *** وانته مـع ام الوليـد ويـدك فـي جيبهـا.. طبّه طبيبه أَلاَ يا ما أكبر الطبّه *** فك النّشب يا عريفٍ تعرفه فكّه
فرديت بسرعة:
شبّه شبيبه ألاَ ياما أحسن الشبّـه *** حكّه في رَجْلٍ عضب ما يحمل الحكّه
فأعجب المسعودي بسرعة الرد مني وصياغته، ومن ثم طلب اللعب معي وقد برزت نداً قوياً له).
أبرز مواقفه الشعرية
يقول صياف: (في بدايتي الشعرية كنت في أحد الملاعب ألعب مع شاعرين في وقت واحد، ولما سمع محمد الجبرتي بذلك قال: اتركوا لي هذا الشاعر، وكان يسرع في الرد ويركض بين الصفوف كركض الحصان، وعندما يكمل البيتين أرد عليه ببيتين في وقت واحد وعندما انتصف القاف "المحاورة" كان ينتظر أن تقل سرعة الرد عندي وهو يستمر على سرعته، لكنه وجد العكس، فقال للشعراء الذين كانوا يلعبون معي: العبوا معه هذا مجنون!، وحينها شعرت أن معنوياتي قد ارتفعت لأن هذا القول جاء من شاعر ذي مكانة، فقد كان أقوى شعراء المنطقة في ذلك الوقت). وفي موقف آخر يقول صياف: (حضرت حفلة كبيرة في منطقة الطائف يحييها عدد من الشعراء المعروفين آنذاك، مثل عبد الله المسعودي الشاعر مبروك مبارك أبوناب العصلاني الحربي وجار الله السواط وغيرهم، ولم أكن معروفاً لدى حضور هذه الحفلة من شعراء وجماهير، وقد قامت محاورة بين عبد الله المسعودي وأبو ناب الحربي، وقد رأيت المسعودي قد تفوق على الشاعر الحربي فانتخيت له وطلبت الرد على المسعودي، فأعطاني الدور ورديت، فنظر إليّ الشاعر عبد الله المسعودي مستنكراً أياي وقال مغيراً الطاروق:
عوض الله أبو مشعاب
السحيمي عود شايب تعدى الأربعين *** وإن غلط مسموح ,,,, والنار من شبابها
صياف الحربي
أنت توك ما طلع فيك ضرس العقل زين *** لارسلوك تروح ,,,, والنار من شبابها
محاورات شعرية لصياف مع شعراء كبار
حبيب العازمي
فيك خيـر وشـر لكـن فالوقـت الاخيـر *** وش يخلي حرب تسـرق عشـاء جيرانهـا
صياف الحربي
اصبر شويه لاتعجل مـع الوقـت القصيـر *** الضعيفـه ماسرقنـا عـشـاء ورعانـهـا
مطلق الثبيتي
الحريبي لو لقاله واحد(ن) يقطع لسانـه *** ماتغزل في بنات الهند سمحات الخدودي
صياف الحربي
ياعتيبه قولوا لمطـــلق يمرح في مكانه *** مايدافع عن بنات الهــــــند ياغير الهنودي
مطلق الثبيتي
اسهيل والسبع نجوم فوق راسـك مرقبـات *** واهل الزنود ام الضرم تقدح عليـك زنودهـا
صياف الحربي
ترى القمر ضوه غطا ضو النجوم الطالعـات *** وانته وراك اتـورد الدعـوه بغيراشهودهـا
تقاعد صياف من عمله العسكري بعد بلوغه السن النظامي في عام 1416هـ واستمر في مشواره الشعري رغم الأمراض التي داهمته وكان يحضر المحاورات وهو على الكرسي المتحرك من عام 1423هـ إلى حوالي عام 1426هـ وبعدها اشتد عليه المرض ولم يستطع المواصلة.
وفاته.
توفي بعد معاناة مع المرض في المدينة المنورة في 6 ربيع الأول من عام 1428 هـ الموافق 24 مارس 2007
رحمه الله واسكنه فسيح جناته
.