اللحالي
12-24-2017, 11:27 PM
الهاربون من ذواتهم !
هل أمضيت ساعات – وأنت مستيقظ طبعاً – دون أن يكون معك أو بجوارك جوال أو تلفاز أو إذاعة أو تواصل شخصي أو حديث هنا أو هناك، حيث الهدوء الشديد، والصمت المطبق؟
كل واحد منّا بحاجة لساعات من الخلوة التي يوقف فيها هدير المحركات، ويخلد فيها إلى السكون التام، وحين تقوم بهذا لعشرين أو ثلاثين دقيقة تقريباً فسوف يبدأ جسمك وعقلك وفؤادك في التحدث إليك، سيبدأ حديث النفس للنفس، ستبدأ أسئلتها التي طالما هربت منها بإدمانك للانشغال إثر الانشغال، لذا فقد آن أوان لحديث الذات، فلا عذر لك.
وفي لحظات السكون النادرة هذه يفترض أن تطرح على نفسك جملة من الأسئلة العميقة والدقيقة، من قبيل:
يا فلان هل تراك على الطريق الصحيح؟هل أنت تسير نحو الوجهة الصحيح؟ما الذي يرهقك؟ما الذي يسعدك؟ما هي أولى أولوياتك؟هل تعطيها حقها من الاهتمام؟أي الأعمال تأخذ جهدك وترهقك دون أن تكون ذات أهمية توازي ما تبذله فيها؟كيف وضعك مع عبادتك، مع جسدك، مع عقلك، مع عواطفك؟كيف هي علاقاتك، مع أهلك، مع أصحابك، مع جيرانك؟ما مدى رضاك عن هذا الموضع الذي أنت فيه اليوم؟أليس بإمكانك أن تصنع المزيد وأن تكون في موضع أفضل؟هل أنت مقتنع بتصرفاتك وأسلوب تعاملك واختياراتك؟هل أنت مقتنع بوضعك الاجتماعي؟هل أنت آخذ في الترقي أم الهبوط؟ما القرارات التي يجدر بك اليوم اتخاذها؟ما العلاقات والمشاغل والأعمال والالتزامات التي يفترض بك اليوم قطعها؟
وربما وردت عليك أسئلة أكثر خصوصية وارتباطاً بوضعك..
لماذا فعلت كذا مع فلان ولماذا لم تفعل كذا؟هل كان تصرفك في ذلك الحدث مناسباً؟أيجدر بك الاعتذار أم لا؟
هذه وغيرها ستطرحها ذاتك عليك إذا أتحت لها لحظات السكون والصفاء والهدوء، وسوف تجد نفسك بين لحظة وأخرى تنتقل من موضوع لآخر، ومن حدث جديد لحدث قديم، وهكذا دواليك.
لا بأس.
أتح لها الحديثَ كما تريد فهي منذ زمن طويل لم يستمع لها أحد، فلا عجب أن تجد لديها كل هذه الثرثرات المربكة والموقظة في آن واحد.
وسيهدأ هذا الضجيج نسبياً وتتوازن أحاديثه إذا أعطيت لذاتك موعداً أسبوعياً للتأمل والمراجعة والحديث الذاتي والخلوة، لأنك ستبدأ في الإجابة بوعي، والتصرف بوعي وسوف تقوم بحلّ جملة من الإشكاليات التي كانت تطرأ عليك.
إننا أحوج ما تكون للانفصال الاختياري عن الواقع، والتأمل بهدوء، فذلك من عوامل الاستقرار النفسي، وتصحيح المسار، وحصول الاتزان.
مرسل الموضوع ابو محمد الغبداني
هل أمضيت ساعات – وأنت مستيقظ طبعاً – دون أن يكون معك أو بجوارك جوال أو تلفاز أو إذاعة أو تواصل شخصي أو حديث هنا أو هناك، حيث الهدوء الشديد، والصمت المطبق؟
كل واحد منّا بحاجة لساعات من الخلوة التي يوقف فيها هدير المحركات، ويخلد فيها إلى السكون التام، وحين تقوم بهذا لعشرين أو ثلاثين دقيقة تقريباً فسوف يبدأ جسمك وعقلك وفؤادك في التحدث إليك، سيبدأ حديث النفس للنفس، ستبدأ أسئلتها التي طالما هربت منها بإدمانك للانشغال إثر الانشغال، لذا فقد آن أوان لحديث الذات، فلا عذر لك.
وفي لحظات السكون النادرة هذه يفترض أن تطرح على نفسك جملة من الأسئلة العميقة والدقيقة، من قبيل:
يا فلان هل تراك على الطريق الصحيح؟هل أنت تسير نحو الوجهة الصحيح؟ما الذي يرهقك؟ما الذي يسعدك؟ما هي أولى أولوياتك؟هل تعطيها حقها من الاهتمام؟أي الأعمال تأخذ جهدك وترهقك دون أن تكون ذات أهمية توازي ما تبذله فيها؟كيف وضعك مع عبادتك، مع جسدك، مع عقلك، مع عواطفك؟كيف هي علاقاتك، مع أهلك، مع أصحابك، مع جيرانك؟ما مدى رضاك عن هذا الموضع الذي أنت فيه اليوم؟أليس بإمكانك أن تصنع المزيد وأن تكون في موضع أفضل؟هل أنت مقتنع بتصرفاتك وأسلوب تعاملك واختياراتك؟هل أنت مقتنع بوضعك الاجتماعي؟هل أنت آخذ في الترقي أم الهبوط؟ما القرارات التي يجدر بك اليوم اتخاذها؟ما العلاقات والمشاغل والأعمال والالتزامات التي يفترض بك اليوم قطعها؟
وربما وردت عليك أسئلة أكثر خصوصية وارتباطاً بوضعك..
لماذا فعلت كذا مع فلان ولماذا لم تفعل كذا؟هل كان تصرفك في ذلك الحدث مناسباً؟أيجدر بك الاعتذار أم لا؟
هذه وغيرها ستطرحها ذاتك عليك إذا أتحت لها لحظات السكون والصفاء والهدوء، وسوف تجد نفسك بين لحظة وأخرى تنتقل من موضوع لآخر، ومن حدث جديد لحدث قديم، وهكذا دواليك.
لا بأس.
أتح لها الحديثَ كما تريد فهي منذ زمن طويل لم يستمع لها أحد، فلا عجب أن تجد لديها كل هذه الثرثرات المربكة والموقظة في آن واحد.
وسيهدأ هذا الضجيج نسبياً وتتوازن أحاديثه إذا أعطيت لذاتك موعداً أسبوعياً للتأمل والمراجعة والحديث الذاتي والخلوة، لأنك ستبدأ في الإجابة بوعي، والتصرف بوعي وسوف تقوم بحلّ جملة من الإشكاليات التي كانت تطرأ عليك.
إننا أحوج ما تكون للانفصال الاختياري عن الواقع، والتأمل بهدوء، فذلك من عوامل الاستقرار النفسي، وتصحيح المسار، وحصول الاتزان.
مرسل الموضوع ابو محمد الغبداني