فارس الامواج
08-17-2014, 11:59 PM
وفاء زوج سعودي
( قصة حقيقية )
حين دخل مع زوجته إلى قسم الإسعاف في تلك الليلة وهي تئن وتضغط على يده بقوة من شدة أوجاع الطلق التي تعصف بها، كان يتمنى لو أنه استطاع أن يقتسم معها شيئا من ذاك الوجع، غابت عن ناظريه في غرفة الولادة لكن قلبه ظل يرفرف حولها، مرت ساعات طوال وهو ينتظر في "استراحة الرجال" قبل أن يأتيه الطبيب وينقل إليه خبر ولادة زوجته "طفلا معوقا". بلهفة سأله: هل هي بخير؟ لم يجزع ولم يسخط بل حمد الله وأثنى عليه وشكره على سلامة زوجته الحبيبة، مرت ثلاث سنوات قبل أن تزف إليه زوجته خبر حملها الجديد وهي تهمس في أذنه "أسأل الله أن يعوضنا خيرا"، ابتسم لها بحب وهو يبحر في عينيها: كل ما يأتي من الله خير. وضعت طفلها وكان سليما معافى وفرحت به العائلة بأسرها، فيما بعد أنجبت الزوجة ثلاثة أبناء كلهم كانوا معوقين ذهنيا.
ذات مساء دعته والدته إلى غرفتها وقالت له: لم أتدخل في حياتك من قبل يا بني، ولكن الآن الظروف تدعوني لذلك بعد أن وهبك الله خمسة أطفال أربعة منهم معوقين، فإلى متى ستصبر على زوجة لا تنجب لك إلا معوقين، أنا لا أقول لك طلقها، ولكن تزوج بأخرى، والله إني أنظر إلى أشقائك وشقيقاتك وأطفالهم الأصحاء من حولهم يركضون ويضحكون ويتسابقون، وأنظر إليك وإلى أطفالك "فيتقطع" قلبي عليك.
ابتسم بحنان الابن البار المطيع وطبع قبلة على جبينها وهو يقول: "يا أمي، نورة ما أقدر أجرحها وأتخلى عنها، أنا راض بما كتب الله لي وقدر، وما دامت نورة معي فكل مصائب الحياة تهون".
مر على هذا الموقف عشرون عاما والوفاء في قلب ذلك الزوج لم يتغير..!
قد يظن البعض أنها قصة خيالية لكني أؤكد لكم أن شخوصها يعيشون بيننا، وقد سمعت حكايتهم من قريبة لهم.
السعادة حين نحصرها في أبناء ومال ومنفعة وكرسي فستكون كذلك وبحسب رؤيتنا لها.
وحين نراها في رفيق درب صادق نقتسم معه طريق الحياة بآلامه وآماله.. فستكون كذلك!
تحية تقدير لذلك الزوج السعودي الذي ضرب مثالا رائعا في الوفاء، في زمان عز فيه الوفاء.
//////////////////////////////////
ملاحظة / المصدر صحيفة الإقتصادية النسخة الإلكترونية يوم الثلاثاء الموافق 13/3/1435هـ
الكاتبة / سلوى العضيدان
( قصة حقيقية )
حين دخل مع زوجته إلى قسم الإسعاف في تلك الليلة وهي تئن وتضغط على يده بقوة من شدة أوجاع الطلق التي تعصف بها، كان يتمنى لو أنه استطاع أن يقتسم معها شيئا من ذاك الوجع، غابت عن ناظريه في غرفة الولادة لكن قلبه ظل يرفرف حولها، مرت ساعات طوال وهو ينتظر في "استراحة الرجال" قبل أن يأتيه الطبيب وينقل إليه خبر ولادة زوجته "طفلا معوقا". بلهفة سأله: هل هي بخير؟ لم يجزع ولم يسخط بل حمد الله وأثنى عليه وشكره على سلامة زوجته الحبيبة، مرت ثلاث سنوات قبل أن تزف إليه زوجته خبر حملها الجديد وهي تهمس في أذنه "أسأل الله أن يعوضنا خيرا"، ابتسم لها بحب وهو يبحر في عينيها: كل ما يأتي من الله خير. وضعت طفلها وكان سليما معافى وفرحت به العائلة بأسرها، فيما بعد أنجبت الزوجة ثلاثة أبناء كلهم كانوا معوقين ذهنيا.
ذات مساء دعته والدته إلى غرفتها وقالت له: لم أتدخل في حياتك من قبل يا بني، ولكن الآن الظروف تدعوني لذلك بعد أن وهبك الله خمسة أطفال أربعة منهم معوقين، فإلى متى ستصبر على زوجة لا تنجب لك إلا معوقين، أنا لا أقول لك طلقها، ولكن تزوج بأخرى، والله إني أنظر إلى أشقائك وشقيقاتك وأطفالهم الأصحاء من حولهم يركضون ويضحكون ويتسابقون، وأنظر إليك وإلى أطفالك "فيتقطع" قلبي عليك.
ابتسم بحنان الابن البار المطيع وطبع قبلة على جبينها وهو يقول: "يا أمي، نورة ما أقدر أجرحها وأتخلى عنها، أنا راض بما كتب الله لي وقدر، وما دامت نورة معي فكل مصائب الحياة تهون".
مر على هذا الموقف عشرون عاما والوفاء في قلب ذلك الزوج لم يتغير..!
قد يظن البعض أنها قصة خيالية لكني أؤكد لكم أن شخوصها يعيشون بيننا، وقد سمعت حكايتهم من قريبة لهم.
السعادة حين نحصرها في أبناء ومال ومنفعة وكرسي فستكون كذلك وبحسب رؤيتنا لها.
وحين نراها في رفيق درب صادق نقتسم معه طريق الحياة بآلامه وآماله.. فستكون كذلك!
تحية تقدير لذلك الزوج السعودي الذي ضرب مثالا رائعا في الوفاء، في زمان عز فيه الوفاء.
//////////////////////////////////
ملاحظة / المصدر صحيفة الإقتصادية النسخة الإلكترونية يوم الثلاثاء الموافق 13/3/1435هـ
الكاتبة / سلوى العضيدان